حول الـمـــشـــــــروع

مع وقف التنفيذ

هي لحظة فارقة انقلبت فيها الحياة رأساً على عقب مع انتشار خبر تواجد وفد سياحي في بيت لحم يحمل فيروس كورونا. خلال ساعات قليلة عم الذعر والفوضى أرجاء محافظة بيت لحم وفرض الإغلاق الشامل على جميع مناحي الحياة. كانت الآمال كبيرة في البداية بأن تكون هذه سحابة عابرة تزول خلال وقت قصير. ولكن، وبعد أشهر من الانتظار، واستمرار الإغلاق، وتفاقم الحالة الوبائية، وضبابية المستقبل، بدأت آثار الجائحة جلية على الناس.

كمصور كنيسة المهد الرسمي، حظيت بفرصة التواجد في الكنيسة منذ بداية الإغلاق، التي يمكن القول إنها كانت تجربة صعبة ومؤلمة رؤية الكنيسة فارغة كما لم يسبق لها أن تكون في أي وقت من الأوقات. وبحثاً عن بصيص أمل وسط هذه الضبابية، قررت التجول في شوارع بيت لحم، وتوثيق تغير حياة الناس العاملين في القطاع السياحي بعد الجائحة، لعلها تكون ذكرى للغد.

الأضرار والخسائر تعدت القطاعات السياحية الرئيسية المباشرة لتشمل كثيرين؛ كبعض المستشفيات التي كانت تستفيد من السياح والحجاج الذين كانوا يزورونها ويقدمون التبرعات المادية خلال الزيارة، والكثير من الأفراد الذين كان دخلهم الأساسي من بيع البضائع للحجاج والسياح مثل بعض النسوة اللواتي يمتهنَّ التطريز في مدن وقرى بيت لحم المختلفة، وبعض الأسر التي اعتادت على استضافة السياح للمبيت في بيوتهم وتقديم الوجبات لهم، وغيرهم الكثير.

بيت لحم عاصمة الميلاد كانت على موعد أن تكون عاصمة الثقافة العربية ٢٠٢٠، ولكنها اليوم المحافظة الأكثر تضرراً، والتي فيها نسبة البطالة هي الأعلى على مستوى فلسطين. كذلك حصلت مدينة بيت ساحور في شهر حزيران ٢٠٢٠ على لقب "مدينة حرفية عالمية" من اليونسكو في حرفة خشب الزيتون، إلا أن كافة مشاغل خشب الزيتون متعطّلة عن العمل اليوم، بل وحتى أصبحت حرفة خشب الزيتون معرضة للتهديد والانقراض. وعلى الرغم من كافة الصعوبات ما زال هناك أمل مع وقف التنفيذ.

من خلال البحث، حاولت تسليط الضوء على بعض الأشخاص الذين تضرروا، بشكل مباشر أو غير مباشر، من تأثير الجائحة على مجريات حياتهم وعلى وضعهم الاقتصادي، وماذا حل بهم وبوظائفهم أو مشاريعهم الخاصة. البعض ترك قطاع السياحة من غير رجعة، وحاول إيجاد بديل لكسب قوت يومهم، والبعض الآخر ما زال "ينتظر الفرج". وعلى الرغم من مرور عام على بدء هذه الأزمة، وصعوبة التنبؤ بالفترة الزمنية التي تستغرقها، فإنني لامست بعض الإيجابية من الذين ضمنهم البحث، حيث لا يزال الأمل والإيمان موجوداً لدى الكثيرين بأن مرحلة الكورونا زائلة.

حول الـفنـــــــــــــان

إلياس حلبي

حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع/علم النفس من جامعة بيت لحم، ودبلوم مهني في "إدارة التراث الثقافي الفني والحفاظ عليه في الشرق الأدنى" من جامعة في فيرشيلي-إيطاليا.

منذ العام 2009، بدأ حلبي بإيصال صوته كفلسطيني من خلال التقاط الصور التي وجد فيها لغة أقوى وأكثر تأثيراً من الكلمات. ومنذ البداية، حازت صوره على انتباه الاعلام المحلي والخارجي بشكل كبير. وخلال هذه الفترة، وقعت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على عقد مع حلبي: عرض أعماله الفنية كتمثيل ثقافي بصري في معارض في ميلانو وبولندا وباريس ومدريد، ولندن، والأردن، وغيرها.

في العام 2011، حازت إحدى صوره على جائزة منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لأفضل صورة سياحية للعام 2011-2013. خلال السنوات القليلة الماضية، شقَّت صوره طريقها إلى المعارض والمجلّات والمواقع الإلكترونية والكتب المحلية والدولية.

من خلال العمل مع عدد من المنظمات، والمنظمات غير الحكومية، والوزارات، والقنصليات، حظي بمنصة لإظهار فلسطين للعالم كما يراها. وأيضاً، تناول حلبي عدداً من الموضوعات في المعارض الفردية والمشتركة في جميع أنحاء فلسطين ودولياً؛ بما في ذلك معرض لآلئ ريفية، ومعرض وراء الجدار دار، ومعرض بيت لحم وراء الجدار الذي عرض في الولايات المتحدة، وآخرها معرض بيت لحم: بين البصر والبصيرة احتفالاً مسبقاً ببيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020.