حول الـمـــشـــــــروع

كورونغرافيا القفص

كورونغرافيا هو مسار تصويري بحثي في مجال الفوتوغرافيا لتوثيق الحياة الاجتماعية لهذه المحنة الصعبة التي فرضها فيروس كورونا، من خلال تجوال كاميراتي داخل الظروف المعيشية، اخترت فيها أولاً أسرتي كنموذج لرصد ممارسات يومية لأسرة تمر بظروف الحجر اليومية في غزة.

لقد فرضت الجائحة والإجراءات الاحترازية والإغلاق القسري واقعاً جديداً، وأصبح المنزل عالمي وعالم أسرتي الجديد المكتشف، وأصبحت مشاهد حياتنا اليومية الروتينية والمعتادة سوية مع أسرتي بمشاهدها المعتادة حدثاً يستدعي توقفي أمامه، ورصده من خلال عدسة كاميرتي.

بدأت تجربتي من خلال بنية السرد البصري لمشروعي لتوثيق يومياتنا وتجربة أطفالي الاستثنائية عليهم التي عاشوها في الحجر المنزلي أسوة بباقي الأطفال والكبار. لقد تأطرت حياتنا داخل القفص الذي أصبح فضاءً ضيقاً من خلاله نراقب العالم الخارجي عبر الشاشات أو النوافذ المفتوحة!

على الرغم من أن ظروف الإغلاق يمكن وصفها بالشيء الغريب أو الجديد علينا، حيث إننا كمواطنين نعيش في غزة أكثر استعداداً واعتياداً على تلك الحياة نظراً لظروف الحصار التي مرت بنا منذ سنوات طويلة. غير أن الجديد هو أن العالم كله أصبح يشاركنا هذا الحصار، ولم تكن عبارة (ابقوا في منازلكم) سوى أمر بالحبس الإجباري لعصفور بلا أجنحة داخل القفص.

في البداية، كانت ملامح الكآبة والحزن والشك ترتسم على أنصاف وجوه تحجب نصفها الآخر كمامة، وشيئاً فشيئاً بدأت الرؤية أكثر وضوحاً، وكان لزاماً علينا اعتياد معايشة هذا الضيف الثقيل والتأقلم مع جائحة أصبحت واقعاً يخنقناً في حياتنا اليومية.

لقد شعرت بحاجتي لملاحقة تلك اللحظات التي تمر بنا، وشعرت برغبة في توثيقها كشاهد على تلك المحنة. كانت عملية المراقبة والتوثيق في ملامسة الواقع المختلف في غزة عن كثب، وتسجيل تفاصيل الحجر في غزة، ولأسرتي وأطفالي، من خلال احتكاكي اليومي وتوثيقه بشكل تلقائي. اعتمدت في ذلك على المقاربات البحثية من خلال التوثيق العفوي للحياة عبر التقاط الصور خلال ذلك.

كنت معتاداً على البحث خارج القفص الصغير عن الحدث في القفص الكبير الذي أقوم بتسجيله بعدستي، وكانت هذه المرة الرؤية مختلفة، إذ لم أكن أخطط أو أتوقع أن أكون أنا شخصياً مع أسرتي محور هذا الحدث، أسجل وأوثق تلقائياً طقوسي وطقوس أسرتي اليومية داخل المنزل بتفاصيلها وخصوصيتها. أسردها كشريط سينمائي مفكك أعيد ترتيبه كمخرج مجرب، لا يراعي الحبكة السينمائية في السرد المتسلسل ولا الترتيب المنطقي للأحداث ليتناسب انعكاسها مع عبثية المرحلة التي نعيشها في ظل جائحة كورونا ... العزل، والحجر، والحصار.

حول الـفنـــــــــــــان

محمد حرب

مواليد غزة/فلسطين، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة النجاح الوطنية العام 2001، ويعمل في مجال الفنون البصرية المعاصرة، وأيضاً عمل في إخراج وصناعة الأفلام الوثائقية والفيديو آرت والتصوير الفوتوغرافي، ويعمل كفنان تشكيلي بصري من العام 1998.

تخرج حرب من مدرسة الفنون البصرية مراكش 2011-2015، في مجال الفنون الرقمية، وأنتج العديد من المعارض الفنية وورشات العمل، والعديد من مشاريع الفنون البصرية المعاصرة وغيرها، وشاركت في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن الجناح الفلسطيني ضمن مشروع (غرفة الترحيل) 2019.

يعمل الآن مؤسساً ومشرفاً على "مهرجان الفيديو آرت الدولي–غزة"، للعام الثالث في غزة، وقد حصل على العديد من المنح الإنتاجية لتنفيذ برامج في مجال الفنون البصرية المعاصر لتنفيذ مشاريع في داخل فلسطين وخارجها، وعمل كمدرب للفنون البصرية في جامعه بن زهر في المغرب 2013-2014، وأيضاً عمل مخرجاً ومديراً فنياً في مؤسسة حيفا للإعلام والفنون في غزة، لما يقارب 10 سنوات، وعمل في برامج تدريب عدة في مجال الفنون الرقمية المعاصرة في كل من فلسطين والمغرب وقطر، عمل، أيضاً، مشرفاً فنياً على العديد من برنامج تطوير الفيلم الوثائقي، والتدريب والإنتاج مع مؤسسات محلية ودولية، كما عمل متخصصاً في مجال الفنون البصرية وصناعه أعمال الفيديو آرت، وحصل على جوائز عدة فيها، وعمل مصوراً فوتوغرفياً بشكل حر، وحصل على الجائزة البرونزية والفضية في المهرجان العربي الأوروبي في ألمانيا 2008-2009، وشارك في مهرجان عين على الربيع العربي-إيطاليا، وعمل على العديد من التجارب الفنية والمعارض وورشات العمل كفنان تشكيلي بصري معاصر، وقدم منذ العام 2001 ما يقارب من 11 معرض فردي في عدة دول وشارك في معارض جماعية وقد عمل على عدة مشاريع في مجال الفوتوغرافي.